يقول الكتور توماس أسينر أستاذ علم الأحياء ومدير معهد الأبحاث البيئية الكيميائية في جامعة كورنيل: نتيجة للإنجازات الأخيرة في الهندسة الوراثية فإنه لابد من النظر إلى الجنس البيولوجي على أنه مخزون من الجينات يمكن إنتقالها فالجنس الحي ليس مجلداً جاهزاً في مكتبة الطبيعة، إنه كتاب أوراقه غير مربوط بعضها ببعض وهكذا فإن صفحاته وهي الجينات يمكن أن تكون متاحة لعمليات إنتقال وتعديل مختارة مع أجناس حية أخرى.
وهذا يفسر الفلسفة والثورة التقنية الحيوية في الوقت ذاته فهي طريقة في التفكير لخلق رؤية للطبيعة وطريقة للتدخل فيها، وطريقة لتنظيم الحياة وتغيير شكلها إنطلاقاً من الجينات.
يقول العلماء إن نمط حياتنا ستغير على الأرجح في جوهره خلال العقود القليلة المقبلة وبشكل يفوق ما حدث في الألف سنة المنصرمة مجتمعة وبحلول عام 2025 قد نعيش نحن وأبناؤنا في عالم مختلف عن عالم عرفته الإنسانية في ماضيها، كما أن العديد من الممارسات والمتعلقة بالجنس والتكاثر والولادة والأبوة قد تهجر جزئياً كما ستتغير مفهوماتنا الخاصة بالمساواة والديمقراطية والإرادة الحرة.
* على سبيل المثال: يختار بعض الآباء أن يحمل أبناؤهم في أنابيب الإختبار وفي أرحام صناعية خارج الجسم البشري لتجنب مصاعب الحمل ومشاقه، ويمكن إحداث التغييرات الجينية في الأجنة البشرية وهي في الأرحام لمعالجة الأمراض والإضطرابات القاتلة، وإنجاب أطفال يتمتعون بمزاج أفضل وسلوك وذكاء وخصائص بدنية أفضل، كما يمكن للإباء والأمهات أن يختاروا خصائص معينة لطفل المستقبل -مولود بخصائص معينة بإسم حضارة تحسين النسل والوصول إلى النموذج الكمالي من البشر-.
¤ تطبيق على التقنية الحيوية الكرموسوم الصناعي:
ففي نيسان من سنة 1997 أعلن الباحثون في كلية طب كيس ويستون ريسيرف الجامعية بمدينة كليفلاند في ولاية أوهايو الأمريكية، تخليق أول كروموسوم بشري صناعي، وأشاروا أن هذا الإنجاز العلمي بداية لحقنها في خلايا الإنسان لاحقاً لتعديل البنية الجينية سواء الجسدية أو خلايا الخط الجيني.
ومن الشركات التي تمتلك حقوق ملكية هذا الإنجاز شركة أثير سيس التي يقع مقرها في كليفلاند، مما يجعل قيمة هذا الكروموسوم عالية كتقنية طبية وكسلعة تجارية، وهذه صورة من التلاعب بالأجنة وبطرق صناعية.
¤ تقنية زراعة الأعضاء الدخيلة في البشر:
أجرت شركة نكستران وأليكسيون بتجارب سريرية متصلة بإختبار فاعلية إستخدام كبد الخنزير المهجن جينيا خارج جسم المريض، للمساعدة على علاج المرضى الذين يعانون فشلا كبديا حاداً، والشركة الآن في إنتظار المتبرع المناسب لإجراء التجربة، ويقدر المدير التنفيذي للشركة ثمن الكبد المهجن إلى مبلغ قد يصل إلى 18 ألف دولار أمريكي للكبد الواحد وتقدر شركة سالومون برذرز وهي من شركات وول ستريت الإستثمارية أن أكثر من 450 ألف فرد في أنحاء العالم سيقومون بزراعة أعضاء معدلة غير بشرية -غريبة عن الجسم- مع حلول العام 2010، ويقدر أن تتجاوز القيمة السوقية لصناعة زراعة الأعضاء 6 مليارات دولار أمريكي.
كذلك قدمت الثورة الحيوية الخاصة بالإستنساخ فرضية وهي قد يصبح الإستنساخ بديلا جزئيا ً من التكاثر للمرة الأولى في التاريخ فالمستنسخات الحيوانية المهندسة وراثياً بطريقة معينة والمنتجة إنتاجاً جماعيا ً قد تشكل مصانع لإفراز كميات هائلة من المواد الكيمائية والعقاقير غير المكلفة في دمها ولحمها لاستخدامها في البشر مما يعني أن نرى -الإنسان/ الحيوان- المهجن، وقد يصبح -الشمبانزي / الإنسان- نصفه إنسان والنصف الآخر شمبانزي.
ففي عام 1983 أدخل رالف برينستر من كلية العلوم البيطرية في جامعة بنسلفانيا جينات هرمونات النمو البشرية في أجنة الفئران وكانت النتيجة أن الفئران الوليدة ظهرت عليها أعراض الجينات البشرية إذ نمت وكبرت بسرعة تعادل ضعف سرعة نمو أي فأر أخر. وسميت الفئران الفائقة، وهناك إلى الآن سلالة منها تظهر أعراض النمو البشري.
كذلك إنتشار تقنيات الإخصاب خارج الرحم بداية لمفهوم الأم البديلة الذي لقي رواجاً تجارياً واسعاً في العديد من الدول الغربية، فالأمهات البديلات يوقعن عقوداً مع عملائهن عادة بتكلفة قدرها 10 آلاف دولار أمريكي أو أكثر لفترة الحمل الممتدة لتسعة أشهر، فتؤخذ بويضة من الأم البديلة لتخصب مع مني الرجل المتعاقدة معه ويزرع الجنين المجمد في رحم البديلة لتقوم بعملية الحمل، وولد من هذه التقنية في أمريكا حوالي 4 آلاف طفل، هذا العبث بالمني والبويضات والأجنة خارج الرحم يفتح المجال أمام فرص وأنواع من العبث البشري في فرص التناسل الجديدة، حتى فترة وجود الطفل في الرحم إختزلت من 9 إلى 6 أشهر.
وهذه بداية لتطبيق فكرة أطفال خارج الأرحام تماما من فترة الحمل حتى الولادة إنما العقبة الوحيدة للفكرة هي أن الرئتين تكونان غير مكتملتين بعد وعليه فإنهما غير قادرتين على التنفس، لذا فيقترح العلماء رحما صناعية ممتلئة بالمشيمة.
¤ قضية القولبة والتمييز الوراثي:
يعتقد بعض المهندسين الوراثيين أن الأرستقراطية الوراثية المستقبلية حتمية في الوقت القريب بإشارة إلى طبقتين من البشر بيولوجياً، الطبقة الغنية جينياً والطبقة العادية جينياً، فقد تم تحسين أفراد الطبقة الجينية التي تشكل 10% من السكان بالجينات الإصطناعية وهم الذين سوف يصبحون حكاماً للمجتمعات وتضم هذه الطبقة رجال أعمال وموسيقيين وفنانين ورياضيين ومثقفين، حيث أن كل فئة منهم محسنة بجينات إصطناعية تسمح لهم بالنجاح في مجالهم المتفوق، ومن ضمنهم علماء تم تحسينهم بصفات وراثية خاصة تزيد من قدراتهم العقلية بصورة كبيرة جدا، أما العاديين جينيا فهم عمال أو مزودو خدمة متدنية الأجر.
إن مفهوم القيمة الجوهرية والجنس الحي قد تم رفضهما على نحو صريح من قبل يعض علماء الأحياء الجزيئي الذين يعتقدون أن مثل هذه المصطلحات إنما هي من عالم التصوف وليس لها مكان في مناقشة القضايا العلمية فقد قال الدكتور ماكسين سينجر من هيئة المعاهد القومية للصحة: إن التاريخ من جاليليو وحتى ليسينكو قد علمنا أن الصوفية لا يمكن أن تعطي منطقاً وسياسية عامة حكيمة في القضايا العلمية....
¤ نظرية التوازن المقاطع:
وفق بعض النظريات كنظرية التوازن المقاطع تتطور بعض الأجناس الجديدة في الغالب في عزلة تامة عن سلالة الأبوين، وهذا سيكون تطبيق في العصر التقني الحيوي حيث يهتم العلماء بتخليق كائنات جديدة ناقلة للمادة الوراثية من جراء معالجة المادة الوراثية في بيئة مختبرية معزولة كلية ثم إطلاق المخلوقات الناقلة للمادة الوراثية في أنظمة الأرض البيئية المتعددة، إذ لم يعود ينظر إلى الكائنات الحية من البشر والطيور والحشرات... الخ بالطريقة التقليدية بل بوصفها حزم من المعلومات الوراثية وفرغت من محتواها الجوهري إلى رسائل موجزة مقابل ثورة الجينات -أو ما يسمى بالذهب الأخضر- وحل مفهوم البقاء للأكثر معرفة فجأة محل مفهوم الدارويني القديم البقاء للأصلح، ولم يعد ينظر إلى الطبيعة بوصفها مجموعة من القيود بل كعملية للتقدم الخلاق، إي أن الطبيعة تتشكل من جديد عن طريق البشر كمهندسين للمصير البيولوجي الخاص ولبقية الطبيعة بالتفاف نفسي مستخدمة مصطلح الإبداع ولتبرير الإختراقات الأخلاقية مستخدمة الذكاء الإصطناعي، فثمة عدد من العلماء يرون أنفسهم مهندسين للتطور الجديد للجنس البشري في حقل الوراثة نجده في كتاب -إعادة بناء عدن-
¤ الجينة أيقونة ثقافية وإجتماعية:
وأصبحت الجينة أيقونة ثقافية وإجتماعية فتلخص نلكين وليندي وضع الجينة الحالية: والجينة هي... إستعارة وهي وسيلة ملائمة لتعريف الشخصية والهوية والعلاقات بطريقة مفيدة إجتماعياً، وبالطبع تستخدم الجينة في تفسير الحالة الصحية والأمراض غير أنها طريقة أيضاً للحديث عن الإثم والمسؤولية والسلطة والإمتياز.. لقد أصبحت تستخدم للحكم على أخلاقية أو مدى صواب النظم الاجتماعية.
¤ التفسيرات للمعطيات السابقة:
بداية أمام ثورة التغيير البيولوجي وتزاوج الحاسوب مع المدونة الوراثية وتطبيقات الإستنساخ وتجزئة الإنسان في الأرحام البديلة والمستأجرة وخصخصة دمه وجيناته وإزدياد عمليات جراحة التجميل وتغيير الطبيعة متخذة شكلا جديدا... الخ ربما يكون إنعكاس للشعور الجديد بالذات على أنها عمل غير منجز وبحث عن النماذج الأفضل وفق العقل البشري الذي يمتاز بالقصور أمام الحكمة الإلهية المبدعة التي خلقت فينا مبدأ التنوع والتلون والإختلاف والمتضادات التي توازن فرضية الكمال وليس فرضية التفوق البيولوجي هو الأحسن، هذا ينقلنا إلى الموروث الفكري في العقل سواء في بحثه عن جنة الخلد في الأرض وإنحرافه من العقيدة السليمة إلى جنة من صنع يده وفق حواسه وحواسيبه، وموروث الأنا التي تعزل عن الوجدان الإجتماعي والنفسي، وتحاول تلويث الفطرة بمبررات المختبرات والمعامل ومفاهيم الجمال والقوة والذكاء.
ثم الرجوع أو الإنتكاس البشري أمام بنيان الجسد حيث أعطى نفسه الحق في وجهاته الهندسية لتطال البشر والحيوان بعدما إخترق الطبيعة بعبثية لم يعرف عقبها بعد عبثية مصانعه التي أدت إلى ظهور الانحباس الحراري فلم يكتفي ولم يتوقف بل إمتد إلى مفاهيم حساسة وروابط تعين على الوجود الإنساني ومنها الروابط الأسرية وما علاها بإسم إندثار الذكورية لصالح الأنثى التي ترغب بحمل غير مرهق أو إستخدام الذكورية كجزء -الحيوان المنوي المجمد- أو تحسين الوضع الإقتصادي للأم البديلة مقابل حفنة من المال.
إذن نحن أمام أطفال ومخلوقات بشرية مهجنة أو محرومة من الطبيعة التقليدية أو مستخدمة كقطع غيار تتسابق عليها الشركات التي نجحت في تسويق البشر كأي سلعة أمام غريزة التوحش والتملك الأناني ومبدأ الإنفصال عن الآخرين بإسم الجودة البشرية والطبقة الأغنى جينياً، هي عادت إلى عصر حجري في تحجر وتجمد للمفاهيم الثقافية فهي تحاول أن تقنعنا من جديد أن العامل الوراثي المصنع أو المسروق أو المبدل هو المشروع لتقنيات القرن الحادي والعشرين وعملت على إسقاط دور البيئة والتربية والثقافة والحضارة القادمة من الأزمنة الماضية حيث إختزل البشر إما جينياَ أو نسخ وإستنساخ فكأنها تحسن ثقافة الرقم والعدد ولا تعرف أن البشر مدد، إنما سحر العلم والمعرفة طغى في بعض المعامل والعقول مهدداً بتلوث بيئي جديد من خلال الإنسان نفسه وحاول صنع السوبرمان أو حاول أن يقلد البغل الهجين، ما ذكرته هو حقائق علمية موجزة مما كتب ومما لم يعلن فالعالم يرى هذا الواقع من خلال أفلام السينما التي تحاول أن تنقل المستقبل القريب خاصة أفلام الخيال العلمي التي تنقل صور لكائنات مهجنة من بشر أو حيوان معالجة للناس عند ظهورها فالنفس لئلا تصدم بالواقع غير معتادة عليه تعالج المعلومة تدريجيا ولو عن طريق الخيال لتستقبلها عتبة القبول والإقناع.
وأخيرا أمام ما ذكر ماذا يمكن أن نقدم للأجيال المسلمة والعربية بكل أطيافها وعقائدها، بداية ألجأ لمفهوم ديني وتربوي قد يفتح المجال لنعالج ما التهاون العلمي في الجسد العربي وترك مفاهيم أصيلة علينا تبنياها قبل أن تتسارع عجلة العبث البشري في قطار لا يدرك محطاته ومن يركب في قاطرته بأشكال بشرية، ومنها الإهتمام بمفهوم ومبدأ إستشراف المستقبل حيث إن هذا البحث يدور في فلكه.
¤ استشراف المستقبل:
الإستشراف يحمل في مضمونه اللغوي معاني النظر إلى شيء قادم من بعيد والتطلع إليه محاولة للتعرف عليه واتخاذ أسباب التوصل إلى ذلك، أما إصطلاحيا، فهو إستطلاع مبكر للمستقبل في ضوء تجارب الماضي، ومعطيات الحاضر والتحديات المستقبلية التي تفرضها طبيعة النمو والتحول والتطور والطموح.
ومن التعريفات العلمية التربوية، إنه عمليات أساسها التخطيط وحشد الطاقات وتوفير الإمكانات اللازمة، وترشيد إستخدامها لمواجهة أعباء المستقبل، وتحقيق الغايات المرجوة والمتوقعة فيه.
الاستشراف ضرورة في التخطيط للعملية التنموية الشاملة، وتحديد السياسيات المستقبلية في المناهج العلمية والتربوية، هذه الضرورة تتمثل فيما يأتي:
إن الدين الإسلامي يحثنا على العمل المستمر نحو مستقبل أفضل ويحركنا نحو حياة ممتلئة بالطموح والأمل، كما جاء في الأثر: «اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا».
ثورة المعرفة والتراكم السريع في المعرفة مما يخلق مستجدات وتطورات في النواحي الإقتصادية والإجتماعية والنفسية والدينية، في سياق النقطة السابقة هذه المستجدات تؤثر على العملية التربوية والثقافية، وتعمل على خلق أجيال طامحة وذات أمل في تغيير واقعها مع التغيرات الأفضل وفق الإمكانيات المتاحة وتخلق فرص جديدة للعمل والمفاهيم العلمية المستجدة مع الثورات العلمية القادمة ومنها، ثورة الذهب الأخضر -هندسة الجينات- والثورة الزرقاء -الإنتاج المعدل في مزارع الأسماك التي تعد في المزارع الاصطناعية- وكلها تنتج وفق التقنية الحيوية، وحروب المياه -بسبب شح المصادر المائية على وجه الأرض- ومن مظاهر الثورة العلمية إستنساخ البشر، لفت نظري خبر عن الإستنساخ البشري والطموح العلمي قد يصل بفضوله إلى أماكن قد لا يصدقها العقل، ومنها هذا الخبر:
جماعة تحاول إستنساخ علي بن أبي طالب رضي الله عنه!!
إستعانت جماعة -أحباء علي- كما تطلق على نفسها وتتخذ من إيران مقرا لها، بالدكتورة الفرنسية بريجيت بواسوليه المدير العلمي لشركة كلون إيد الكيماوية من جماعة الرائيين، لتكوين فريق علمي يستطيع إستنساخ الإمام علي ابن أبي طالب وكرم الله وجه.
وكشف الموقع الإلكتروني الخاص بجماعة أحباء علي، أنه تم بالفعل تكوين فريق علمي يتمتع بدرجة عالية من المهارة والحرفية في عمليات الإستنساخ.
وفي سبيل الحصول على الحمضي النووي لـ علي ابن أبي طالب.. زار الفريق العلمي جميع المساجد الأثرية للشيعة في البصرة والكوفة وكربلاء وإيران، عسى أن يجدوا أقمشة تخص الإمام علي، مثل بردته أو جلبابه أو قميص له.
وبالفعل إستطاع الفريق أن يعثر على رداءين لـ علي بن أبي طالب في إيران والبصرة، الأول كان يرتديه الإمام في العيدين، والثاني الذي قتل فيه وعليه آثار من دمه وعرقه، وهو الرداء الذي أفاد كثيرا في إستخراج الحمض النووي المطلوب في عملية الإستنساخ.
وبدأ الفريق العلمي بالفعل في إجراء بعض التجارب البحثية بعد إستخراج الحامض النووي، حيث نقلوا نتيجة أبحاثهم هذه إلى معهد روزلين بإسكتلندا.
تتلقى جماعة أحباء علي تمويلها من الشيعة المقيمين في مختلف أنحاء العالم، يبلغ رصيدهم، كما يقولون، إلى حوالي 500 مليون دولار، وقد حددوا الأول من شهر رمضان القادم للإفصاح عن تجربتهم في إستنساخ الإمام علي بن أبي طالب!! إقتبس الخبر عن إستنساخ علي بن أبي طالب رضي الله عنه من: موقع الدكتور مجيد الخليفة وموقع أحباء علي.
¤ رؤيـــة دينــية:
لقد قال الله تعالى في محكم التنزيل: {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون} [المؤمنين:115]، وقال: {ولآمرنهم فليغيرن خلق الله... } [النساء:119] فمن خلال الآيات الكريمة نستنج العتاب الإلهي والتقرير السماوي للعبث البشري الذي يخالف فطرة الإنسان، فالله عز وجل هو فاطر السموات والأرض ومن فيهن تجلى بقدرته وبإسمه الخالق وبصفته أحسن الخالقين، وما العقل البشري إلا جزء من مخلوقات الله عز وجل يمده بالإبداع ويجعله عاجزا لا يعلم شيئا من بعد علم، إنما هذا الإختراق والعبثية بين البشر هي إنحراف البوصلة عن الدور الكوني والإنساني.
إننا لم نخلق سدى ولم نوجد من العدم لنلهو لهو طفل في معمل ومختبر.
الكاتب: أ. وفاء عبد الكريم الزاغة.
المصدر: موقع المستشار.